«تحلیلٌ سیمیائيٌ لروایة «الثلج یأتي من النافذة» لحنا مینة علی ضوء نظریة فردیناند دي سوسیر»
محورهای موضوعی : Contemporary Literature Studiesعلی شرفی 1 , صادق ابراهیمی کاوری 2 , رحیمه چولانیان 3
1 - طالب دکتوراه قسم اللغة العربية وآدابها، فرع آبادان، جامعة آزاد الإسلامية، آبادان، إيران
2 - استاذ مساعد قسم اللغة العربية وآدابها، فرع آبادان، جامعة آزاد الإسلامية، آبادان، إيران (الکاتب المسؤول)(Ebrahimi.kavari2006 @ gmail.com)
3 - استاذ مساعد قسم اللغة العربية وآدابها، فرع آبادان، جامعة آزاد الإسلامية، آبادان، إيران
کلید واژه: الروایة, حنا مینة, سوسیر, الثلج یأتي من النافذة, الکلمات الدلیلیة: السیمیائیة,
چکیده مقاله :
إنَّ التحلیل السیمیائي یحاول الکشف بین العلاقة الموجودة بین العنوان والنص الروائي ومن ثم السیمولوجیا وهي علم یدرس بواسطتهاالأنظمة الدلالیة کاللغة والرموز والعلائم وغیرها، والعنوان في النص کما هو معلوم لدی الباحثین یعتبر العتبة والبوابة و له الصدارة وهو علامة مکثفة تحمل المضامین الأساسیة للنص، والصلة بین السیمیائیة والعلاقة تتَّضح عندما یُعدُّ العنوان نظاماً سیمیائیاً ذا أبعاد دلالیة وأخری رمزیة، یحثُّ الباحث إلی تتبع الدلالاته المراد کشفها في المبنی والمعنی، فمن هذا المنطلق الأدبي، سعینا في هذا البحث، لإعمال التحلیل السیمیائي للروایة المعنونة بـ الثلج یأتي من النافذة للقاص والروائي السوري حنا مینة؛ لأنَّ العنوان ونظراً لمحتوی نص الروایة، یحمل دلالات إیحائیة ورمزیة علی الرغم من واقعیة الأحداث. حاولنا في هذه الدراسة الوصفیة التحلیلیة ووفقاً لنظریة العالم البنیوي فردیناند دي سوسیر، الکشف عن دلالة الأشياء الجامدة، المتمحورة حول النافذة والثلج؛ لأنَّ لهاتین المفردتین دوراً هاماً في تصوير مراحل تطوّر شخصية البطل ورسم الأحداث من البدایة حتی النهایة.بعض النتائج تشیر إلی أنّ النافذة وهي الرکن الأساسي من العنوان بعلاقتها الامتدادیة، تعتبرُ عنصراً من عناصر المجابهة بين بطل الروایة والعالم الخارجي وکذلک الثلج الآتي من النافذة التي یَقعد بهمة البطل المناضل، فهما دلالاتان رمزیتان وأیضاً وسيلتان حدّد البطلُ بواسطتهما شخصيته النّضالية طبقاً لسیر الأحداث ومراحلها. فالروائي من خلال الروایة وعنوانها، حاول أن يوظّف الأشياء الجامدة التي لها دور دلالي في الرواية في خدمة الحياة وهي حياة أبطاله والمجتمع.
The semiotic analysis tries to reveal the relationship between the title and the fictional text, and then semiology, which is a science through which semantic systems such as language, symbols, signs, etc. are studied. relationship becomes clear when the title is considered a semiotic system with semantic and other symbolic dimensions, urging the researcher to trace its connotations to be revealed in the structure and meaning. we sought in this research, To implement the semiotic analysis the novel entitled “Al-Thalj Yaati Men Al-nafezah” by the Syrian storyteller and novelist; Because the title and in view of the content of the text of the novel, it carries suggestive and symbolic connotations despite the realism of the events.In this descriptive analytical study, we tried, according to the theory of the structuralist Ferdinand de Saussure, to reveal the significance of rigid objects centered around the “window and snow”; Because these two terms have an important role in depicting the stages of the hero's personality development and drawing the events from beginning to end.Some results indicate that the “window”, which is the main pillar of the title with its extensional relationship, is considered an element of the confrontation between the protagonist and the outside world, as well as the “snow” comes from the window in which the struggling hero sits. The novelist, through the novel, tried to employ the inanimate objects that have a semantic role in the novel the service of life, which is the life of his heroes and society.
_||_
«تحلیلٌ سیمیائيٌ لروایة «الثلج یأتي من النافذة» لحنا مینة علی ضوء نظریة فردیناند دي سوسیر»
علی شرفی 1، صادق ابراهیمی کاوری 2( الکاتب المسؤول)، رحیمه چولانیان 3،
1-طالب دکتوراه قسم اللغة العربية وآدابها، فرع آبادان، جامعة آزاد الإسلامية، آبادان، إيران
2-استاذ مساعد قسم اللغة العربية وآدابها، فرع آبادان، جامعة آزاد الإسلامية، آبادان، إيران (الکاتب المسؤول)
(Ebrahimi.kavari2006 @ gmail.com)
3-استاذ مساعد قسم اللغة العربية وآدابها، فرع آبادان، جامعة آزاد الإسلامية، آبادان، إيران
Ali Sharafi1,Sadegh Ebrahimi Kavari2(corresponding author), Rahimeh Choulanian3
1- PhD student Department of Arabic Language and Literature, Abadan Branch, Islamic Azad University, Abadan, Iran
2- Assistant Professor Department of Arabic Language and Literature, Abadan Branch, Islamic Azad University, Abadan, Iran (corresponding author)
Ebrahimi.kavari2006@gmail.com))
3- Assistant Professor Department of Arabic Language and Literature, Abadan Branch, Islamic Azad University, Abadan, Iran
الملخص
إنَّ التحلیل السیمیائي یحاول الکشف بین العلاقة الموجودة بین العنوان والنص الروائي ومن ثم السیمولوجیا وهي علم یدرس بواسطتهاالأنظمة الدلالیة کاللغة والرموز والعلائم وغیرها، والعنوان في النص کما هو معلوم لدی الباحثین یعتبر العتبة والبوابة و له الصدارة وهو علامة مکثفة تحمل المضامین الأساسیة للنص، والصلة بین السیمیائیة والعلاقة تتَّضح عندما یُعدُّ العنوان نظاماً سیمیائیاً ذا أبعاد دلالیة وأخری رمزیة، یحثُّ الباحث إلی تتبع الدلالاته المراد کشفها في المبنی والمعنی، فمن هذا المنطلق الأدبي، سعینا في هذا البحث، لإعمال التحلیل السیمیائي للروایة المعنونة بـ «الثلج یأتي من النافذة» للقاص والروائي السوري «حنا مینة»؛ لأنَّ العنوان ونظراً لمحتوی نص الروایة، یحمل دلالات إیحائیة ورمزیة علی الرغم من واقعیة الأحداث.
حاولنا في هذه الدراسة الوصفیة التحلیلیة ووفقاً لنظریة العالم البنیوي فردیناند دي سوسیر، الکشف عن دلالة الأشياء الجامدة، المتمحورة حول «النافذة والثلج»؛ لأنَّ لهاتین المفردتین دوراً هاماً في تصوير مراحل تطوّر شخصية البطل ورسم الأحداث من البدایة حتی النهایة.
بعض النتائج تشیر إلی أنّ «النافذة» وهي الرکن الأساسي من العنوان بعلاقتها الامتدادیة، تعتبرُ عنصراً من عناصر المجابهة بين بطل الروایة والعالم الخارجي وکذلک «الثلج» الآتي من النافذة التي یَقعد بهمة البطل المناضل، فهما دلالاتان رمزیتان وأیضاً وسيلتان حدّد البطلُ بواسطتهما شخصيته النّضالية طبقاً لسیر الأحداث ومراحلها. فالروائي من خلال الروایة وعنوانها، حاول أن يوظّف الأشياء الجامدة التي لها دور دلالي في الرواية في خدمة الحياة وهي حياة أبطاله والمجتمع.
الکلمات الدلیلیة: السیمیائیة، الروایة، الثلج یأتي من النافذة، حنا مینة، سوسیر.
1 ـ المقدمة
إنّ التحلیلَ السیمیائی یُساعد القارئ للوصول إلی الدلالات المتبطنة في النصِّ، خاصة إذا کان النص ثریاً ومشحوناً بالدلالات الرمزیة والشحنات التعبیریة وهذا ما نجده في روایة «الثلج یأتي من النافذة» بما فیها من رموز حول الجوامد.
وعند تطلعنا إلی الروایة المذکورة، وجدنا أنَّ العنوان یحمل دلالة سیمیائیة توحي إلی دلالات سیاسیة، فکریة، اجتماعیة ووجدانیة، وقد تمحورت علی علاقة امتدادیة طول الروایة. حاولنا في هذا البحث بدایة التعریفَ والتعرُّفَ علی الکاتب ومِن ثَمَّ تبیین سیمیائیة العنوان التي اتخذها الکاتب لروایته، ثم تطبیقها مع نظریة «فردينان دي سوسير» العالم اللغوي البنیوي، السویسري الشهیر. وبما أنَّ المحلّل السیمیائی للروایة یرّکز اهتمامه علی العنوان المنتخب من قبل الکاتب، فقد حاولنا تطبیق التحلیل وترکیزه علی نص الروایة لتعیین العلاقة بین الدلال والملول أو العلاقة الاستبدالیة، من خلال المحور الترکیبیّ والمحور الاستبدالیّ؛ لأنهما أکثرُ إیحاءاً وأشحنُ دلالة علی المعانی الرمزیة المتبطنة في طي العبارات.
نظراً للسؤال الأصلي للبحث و هو ـ ما هي أهمُّ علاقة العنوان بالنص في روایة الثلج یأتي من النافذة؟ وأیضاً وجدنا من خلال البحث أنه من أهمِّ علاقة العنوان بالنص في روایة الثلج یأتي من النافذة، هي العلاقة الامتدادیة والمبنیة علی علاقة الدال والمدلول. کذلک وجدنا أن الراوي وظف الرموز لبعض الأشياء الجامدة في الروایة؛ لأنهما أکثرُ إیحاءاً وأشحنُ دلالة علی المعانی الرمزیة المتبطنة في طي العبارات. وأیضاً استطاع الراوي أن یؤلف بین الواقعیة والرمزیة من خلال توظیف أبطال حقیقیین کفیاض وخلیل مع توظیف بعض الرموز الطبیعیة
أ ـ سابقة البحث
حول سیمائیة العنوان وروایة «الثلج یأتي من النافذة» کُتبَ حتی الآن بعض البحوث منها،
المقالات:
بلاوی، رسول؛ ناصر زارع، مینا غانمی أصل، مقالة«سيميائية العنونة ووظائفها الدلالية في ديوان«نوبات شعرية» لصالح الطائي، مجلة الجمعیة الایرانیة للغة العربیة وآدابها، الدورة: 15، الرقم: 53، 1390ش. ومن أهمّ ما توصّل إلیه الباحثون من نتائج هی: إنّ الدلالات الوطنية هي من أبرز الدلالات الطاغية على العناوين، وتلاقي المضامين السياسية مع الوطنية على غِشاء العناوين مما يدلُّ على انشغال الشاعر وانغماسه بهذه القضايا.
بورحشمتی، حامد؛ شهریار همتی، مقالة«سیمیائیة العنوان فی شعر محمّد عفیفی مطر» دراسة فی الوظائف والمستویات، فردیس فارابی التابعة لجامعة طهران، 2020م. ومن أهم ما توصّل إلیه الباحثان أن الشاعر یعمد فی بناء مستویات عناوینه إلى تشکیلٍ بصریٍّ یتراوح بین الوضوح والغموض فی إظهارها، ومعجم شعریّ تقع فیه التجارب الإنسانیة فی بؤرة عنایته بالمفردات العنوانیة، وتنضید نحویّ یفعم بإنتاج العلاقة الإبداعیة بین الدالّ والمدلول فی الترکیب الإسمیّ أو انزیاحیة الترکیب الجملیّ.
مرادي، محمد هادي؛ محسن خوش قامت، مقالة عنوانها «دراسة تحلیلیة لروایة الثلج یأتي من النافذة لحنا مینة» في مجلة إضاءات نقدیة، شتاء 1391ش. بین فیها الباحثان کیفیة توظیف الرمز والتقنیات العصریة في الروایة وکذلم کیفیة توظیف الجماد في خدمة حیاة الأبطال وتبیین سمات الواقعیة في الروایة.
واقف زاده، شمسي؛ مریم قربانعلي، مقالة باللغة الفارسیة بعنوان: «کاربست رویکرد ریزوماتیک دلوز در رمان «الثلج یاتی من النافذه» از حنا مینه، الدورة: 6، الرقم: 11، 1401ش.بین فیها الباحثان أطر الروایة شکلًا ومضمونًا، ومن أهمّ ما توصّلا إلیه أن لهذه الروایة بعض خصائص روايات ما بعد الحداثة، مثل عدم الاستقرار الداخلي للقصة، والبنية المعقدة والفوضوية، عدم التماسك وعدم الانتظام.
الرسائل الجامعیّة:
حاجیاني، رحیمة، رسالة ماجستیر عنوانها: «سیمیائیة العنوان فی روایات عبدالخالق الرکابی»، جامعة تربیة مدرس - کلیة ادبیات وعلوم انسانی – 1394ش. وصلت الدراسة إلی نتائج أهمّها أنّ عنوان کل من "لیل علی بابا الحزین،" و"مکابدات عبدالله العاشق" صدر عن الذّات الواعیة بالواقع السیاسي والتاریخي للمجتمع العراقي؛ کما یدلّ عنوان "مکابدات عبدالله العاشق" علی معاناة ونضال أبناء الریف العراقي في حیاتهم الیومیة من خلال سطوة العثمانیین والاحتلال البریطاني للعراق.
ناظمیان، رضا؛ سمیة لطیفي، رسالة جامعیة باللغة الفارسیة عنوانها: «واکاوی سیاست در رمان های سوریه با تکیه بر رمان «الثلج یأتی من النافذه» اثر حنا مینه، ، 1389ش، عالج فیها الباحث الاتجاهات السیاسیة في الروایة مع نقد الروایات الأخری،
ب ـ أهداف البحث
ـ التحلیل السیمیائي لعنوان الروایة حسب نظریة فردیناند دي سوسیر البنیوي.
ـ الکشف عن الوظيفة الرمزية لبعض الأشياء الجامدة وتبیین العلاقة بین الدال والمدلول
ـ تبيين سمات الواقعية في الروایة.
ج ـ أسئلة البحث
ـ ما هي أهمُّ علاقة العنوان بالنص في روایة الثلج یأتي من النافذة؟
ـ لـماذا وظَّف الراوي الرموز لبعض الأشياء الجامدة في الروایة؟
ـ کیف لفَّقَ الراوي بین الواقعیة والرمزیة في روایته؟
2 ـ المفاهیم العامة
أ ـ مفهوم السیمیائیة
السیمیائیة مأخوذة من السیماء وهو الواجهة والعنوان و هو علم ومنهجیة ذات نزعة شأنُها شأنَ الریاضیات والفيزیاء، ومشروع هدفه الکشف عن المعانی وکیفية صناعتها (بوحاتم، 2004: 172). لعلّ أهم نموذج من المصطلحات الأنسیة السیمیائیة التی حظیت باهتمام النقاد والدارسین، هو مصطلح «السیمیولوجیا» هو علمُ العلامات أو الاشارات أو الدلالات اللغویة أو الرمزیة، سواء أکانت طبیعیه ولایتصرف الانسان فيها کصوت الحیوانات أو اصطناعیة ویتوافق الإنسان في مدلوله ومقصوده علیها مثل لغة الإنسان أو علامات المرور (مجیدی، 1391: 28).
و«السیمیائیة» أداة لإثراء القراءة وهي نموذجٌ أنسبُ لتصور قراءة داخلیة دقیقة لبنیة النصّ ونسیجه، قراءة لاتتّحد میکانیزیّتها واستراتیجیتها إلّا بتفکیک أو بتشریح بنیة النصّ، فيصبح الإجراء الذی یتعمد علی التفکیک والترشیح أساساً جوهریاً لمفهوم القراءة الداخلیة (المصدر نفسه: 29).
ب ـ مفهوم العنوان
«العنوان» بالنسبة للکتاب والنص علامة لغویة مهمة یعبر من خلالها النص إلى العالم والعالم إلى النص. ومن هنا تبرز أهمیة العنوان بالنسبة للمتلقی. وقد حظی العنوان باهتمام السیمیائیین کونه یحمل أکبر دلالة لغویة مکاثفة تحوی مضمون النص، وکونه أیضاً «أول علامة على طریق المتلقی، ومفتاحاً سیمیائیاً یختزل بنیة النص وکنهه في کلمة أو بضع کلمات» (الفیفی، 1426: 16).
من خلال التحري في دواوین الشاعر وجدنا ثلاث علاقات بین النص والعنوان وهي: علاقات امتدادیة وعلاقات ارتدادیة، وعلاقات اغترابیة و لکل میزاتها الخاصة:
ج ـ العلاقة الامتدادیة
یعني نزول العنوان و تشظیه داخل النص مؤلفاً فيما بعد أجزاء النص و مقیماً صوره و مفصحاً عن مفاهیمه ورؤاه کون العنوان الرحم الذي تتولد منه النصوص. إن النص حاضنة لاطروحات العنوان و محیط لانفعالاته و هو یغذي أجزاءه لمقصدیاته (الدخیلي، 2013: 23).
د ـ مفهوم العلامة والدلالة والسیمیاء
یقابل مفهوم العلامة في التراث العربة مفهوم الدلالة بوصف العالم کله علامة دلالة علی وجود الخالق، وهي نظرة یؤدها القرآن ویؤکدها الفکر الإسلامة بما یوازي العلامة في المفهوم السیمیوطیقي ( سیزا قاسم وآخرون، 1986: 78).
فنجد مفهوماً یقدمه أبو هلال العسکري (ت395) للفرق بین الدلالة والعلامة. فیری أن الدلالة شيء ما یمکن کل ناظر فیها أن یستدل بها علیه کالعالم، لما کان دلالة علی الخالق، کاندالاً علیه لکل مستدل به. أما علامة الشي، فهي ما یعرف به العلم. فه ما یعرف به المعلم و من شارکه ف معرفته دون کل واحد وعنده العلامة بالوضع والدلال والاقتضاء (العسکري، 1981: 54).
المعنی اللغوي للعلامة
یذکر ابن منظور أن أصل العلامة السمة: علمه یعلمه ویعلمه علماً وسمه (ابن منظور، مادة ع ل م) فالخیل المسومة هي التي علیها سمة وقد وردت في القرآن الکریم بالقصر: سیماهم في وجوههم من أثر السجود» (الفتح/ 29) وکذلک وردت هذه اللفظة بمعنی العلامة والتعارف في الدنیا والآخرة کما في قوله تعالی: «تعرفهم بسیماهم لا یسئلون الناس الحافاً» (البقرة/ 273).
والعلامة هي شيء ینصب في الفلوات تهتدي به الضالة (ابن منظور، 10: 264، مادة ع ل م).
فمن تطابق معنی العلامة والسمة أنهما یعرف کل منهما الآخر فالسومة والسیمة والسیماء والسیمیاء في اللسان هي: العلامة والإشارة والرمز الدال علی معنی مقصود(المصدر نفسه، 7/ 308). وقد وردت هذه اللفظة »السمیاء» في کثیر من المعجمات العربیة بمعنی العلامة (الجوهري، 5: 1956، ؛ الأزهري 2001، 13: 76).
وقد لحق مصطلح السیمیاء تطور دلالي مما یؤکد ما ذهبنا إلیه فیما سبق والي جاء به مجمع اللغة العربیة بالقاهرة إلی إعطاء معنی لکلمة سیمیاء ویأتي في ما ذکر في المعجم الوسیط بأن السیمیاء تعني العلامة (إبراهیم مصطفی وآخرون، 2: 356)
د ـ دي سوسیر
هو فرديناند دي سوسیر1 ولد في 26 نوفمبر 1857م وتوفي في 22 فبراير 1913م، عالم لغوي سويسري شهير، يعتبر بمثابة الأب للمدرسة البنيوية في علم اللسانيات، فيما عدّه كثير من الباحثين مؤسس علم اللغة الحديث. عُني بدراسة اللغة الهندية، الأوروبية، وقال إنَّ اللغةَ يجبُ أن تعتبر ظاهرة اجتماعية. هو من أشهر علماء اللغة في العصر الحديث، واتجه بفكره نحو دراسة اللغات دراسة وصفية باعتبار اللغة ظاهرة اجتماعية، وكانت اللغات تدرس دراسة تاريخية، وكان السبب في هذا التحول في دراسة اللغة هواكتشاف اللغة السنسكريتية.
«سوسیر» بوصفه رائد البنیویة یؤکّد علی أهمیّة المحور الرأسي أو الاستبدالي للحصول علی المعنی المطلوب داخل النص ویجد المحور الاستبدالي عنده عنایة خاصة، إذ إنّ الباحث الأدبي یستطیع باستعانة هذا المحور أن ینتخب بین الکلمات ذات معنی واحد علی المحور الرأسي کلمة متناسبة مع ما تبتغیه البنیة، فعندما تقع مفردة في أیّ جملة لاشکّ أنه یتمّ اختیار هذه المفردة من سلسلة عمودیة من الوحدات اللغویة التی یمکن أن تقع محلها.
یرى فردیناند دی سوسیر أنّ «اللغة قبل کل شیء هي نظام من العلامات» (سوسیر، 1967: 32). التی تعبّر عن الأفکار والعلامة اللغویة عنده هی کیان ثنائی مکون من الدال والمدلول؛ فالدالّ2 هوالصورة الحسیة الصوتیة للمسمّى والجانب المادی، والمدلول3 هو المفهوم الذهنی الذی یولّده الدالّ أو فکرة الصورة الصوتیة الحسیة والعلامة اللغویة ذات طبیعة اعتباطیة أی لا ترتبط بدافع (مقدادی، 1378: 436).
فمنهج سوسیر هو منهج وصفي، وفيه توصف اللغة بوجه عامّ علی الصّورة التی توجد علیها في نقطة زمنیّة معیّنة. «ومن الأهداف التی یهتمّ بها المنهج الوصفي -کما صرّح بذلک دی سوسیر نفسه – تحقیق مبادئ قابلة للتطبیق عالمیا علی کل اللغات» (پای، ماریو، 1998، 63). وأهمیة هذا المنهج تتجلّی في أنّه یسمح «بجمع المعلومات الحقیقیّة والتّدقیق والتفصیل لظاهرة موجودة فعلا في مجتمع معیّن، فيضع النقاط علی حروف المشکلة الموجودة، کما أنّه یمکننا من معرفة ما یفعله الأفراد في مشکلة ما، ویستفيد بذلک من آرائهم وخبراتهم باتخاذ القرارات المناسبة التی یتمّ تعمیمها في مشاکل ذات طبیعة مشابهة لها» (المصدر نفسه، 13).
هـ: بطل الروایة
بطل الروایة هو فیاض رجل سوري مطارد من قبل قوات الأمن لجأ أسرة رفيقه اللبناني«خليل غزالة» مختفیاً فترة، عالة عليهم وهم فقراء. قدتسلل فياض من الحدود السورية اللبنانية سيراً علي الأقدام بعد أن أخذت السلطات الرجعية الحاکمة في سورية ذلک العهد تطارد التقدميين. لقد لوحق في دمشق بوصفه کاتباً يسارياً معارضاً فاضطرّ إلي الانقطاع عن مدرسته – وهو المعلّم – متوارياً عن الأنظار فترة إلي أن نصحه رفاق له مغادرة البلاد ومواصلة المعرکة من الخارج، فالتجأ إلي لبنان وفي ظنّه أنّه متمتع فيها بقسط من الحرية.
ذلک، بإيجاز بالغ، ما وقع لفياض خلال الأشهر الأولي من التجائه إلي خارج الحدود. ولقد کانت فترة من العمر غنية بالحوادث والأحداث التي انسحبت حتي غطّت معظم صفحات الرواية، الأقسام الأربعة الأولي منها. (مينة، ١٩٧٧: ٣٤٥).
اشتغل بعدها عاملاً في مطعم الجبل متنکراً باسم «ميشيل» بيد أنّه ما يلبث حتي ترک العمل عائداً إلي بيت رفيق النضال «خليل». ثمّ يراد له تحت الخوف من اکتشاف مقره، أن ينتقل إلي بيت رفيق آخر ليس له به معرفة سابقة، هو «جوزيف بوعبدة» وهنا ينعم فياض بمستوي لين من المعيشة يهيئ له فرص المطالعة والکتابة. ولکن مضيفه يخسر في يوم قريب عمله فيرحل عنه في صمت ليعثر علي عمل في بناء يشيد متخفياً تحت «اسم سليمان» سرعان ما يترکه إلي مصنع مسامير صغير في سفح جبل، يکون فيه العامل الوحيد مقيماً علي مقربة منه. إلّا أنّه يضطرّ إلي الرحيل بعد أن ثبت له أن السلطات التي تلاحقه قد اهتدت إلي مقرّه. ويعود إلي بيت «جوزيف » وهناک يوافيه أحد الرفاق ليصحبه إلي حيث لا نعلم. فإنّه يجب أن يغادر هذه المنطقة.
3 ـ التنظیر
أ ـ سیمیائیة «النافذة»
عنون الکاتب روایته بـ «الثلج یأتي من النافذة» والنافذة هذا الموجود الجامد بما فیه من فوائد حیاتیة، له دلالات أخری حیث کان منفذاً للإرصاد والعلاقات الوجدانیة أو سببا لفسخ العزائم. وهذا ما وجدناه من خلال البحث في الروایة والدور الذي لعبته النافذة في تغییر مسار الأحداث واتخاذ المواقف لدی البطل «فیاض».
یبدأ دور النافذة من هذا المشهد:
«لم یکن أحدٌ في البیت. النافذة الوحیدة مغلقة، مسدلة الستارة، وکذلک الباب ولیس من حرکة في الغرفة المجاورة. ثمة أصوات في الحدیقة، لکنها لا تبلغ الضجة المعتادة فقال في نفسه» (المصدر نفسه، 13).
کان فیاض بطل الروایة مطارد من قبل رجال الأمن السوري، ولعله مصاب وقد دخل بیت أبي خلیل. فالنافذة في بدایة الأمر کانت مغلقة؛ و بقیت لفترة مغلقة لأسباب أمنیة أو من أجل راحة الضیف المطارد کما یقول هو:
«هذا کله من تدبیر أبوخلیل. فرض الصمت علی البیت لکي أنام طویلا» و تساءل «لماذا استیقضظت بهذه السرعة؟ (المصدر نفسه، 14).
وکان البیت الذي اختفی فیه فیاض یتألف من غرفتین، أو غرفة واحدة مستطیلة جعلها قسمین: جدار فیه فتحة کبیرة سدتها خزانة، اضافة إلی مطبخ صغیر ومرحاض یستعمل کحمام، وحدیقة علی امتداد الغرفتین تلیها الطریق مباشرة، وکان علی فیاض لکي لا یراه أحد من الخارج، أن یغلق النافذة الوحیدة في غرفته أو یسدل الستارة نهاراً ویظل الباب الفاضل بین الغرفتین مغلقاً بصورة دائمة لا یسمع لغریب بولوجه. (المصدر نفسه، 35).
فبیَّن الرواي علة إغلاق النافذة بقوله «لکي لایراه أحدٌ» فهذه دلالة، ويعود سبب هذا الانقلاب المفاجئ في حياته إلي أمرين: أولهما أن النافذة بالنسبة إليه هي المنفذ الوحيد للخروج من سجنه فهو لايستطيع مغادرة غرفته نهاراً حتي لو کان ذلک للذّهاب إلي المرحاض.
وثانيهما أنّه يوجد في النافذة المقابلة وجة وابتسامة ودعوة إلي الحب وهذا يکشف عن حب فياض الأفلاطوني لفتاة النافذة المقابلة وهي دينيز» (السباعي، ١٩٧٠: 68).
ب ـ ترقب رجال الأمن من النافذة
و یظهر دور النافذة في مهنة خلیل الجدیدة حیث کان یرصد رجال الأمن الذین أتوا للتجسس، فرفع هو جریدة الصباح إلی مستوی عینیه وراح یقرأ دون أن تستغرقه الأخبار المثیرة، ثم لم یلبث أن نهض ومضی إلی النافذة في الطابق الرابع ووقف بشکل موارب و عینه علی باب البنایة وعبر الطریق کان ظل یرتسم علی الاسفلت وفي الزاویة عند رأس المنعطفان ظل آخر لرجل الأمن والتقی الظلال وغابا في المنعطف ثم افترقا وعاد الظل الأول یعبر الطریق عائداً إلی مبنی الهاتف فعاد خلیل إلی مجلسه ورفع الجریدة إلی عینیه وقال في نفسه: «یتسقطون أخبارنا... فهل کانت العین الحولاء هذه تراقبني من الصباح؟ (مینة، 1977: 59).
ج ـ إقامة فیاض في بیت أبي خلیل
یظهر دور النافذة في شکل جدید حیث النظر إلی الجارات من خلالهاوذلک بعدما استقر فیاض في بیت أبي خلیل و استقرت له الأحوال:
«هکذا أقام في الغرقة الداخلیة من بیت أبي خلیل حیث ینعم بالرعایة الأبویة العحوزین: أبوخلیل و قد تولی الذود عن البیت من الخارج وشعاره التخفیف بالنسبة لجمیع الزوار و«أم خلیل» وقد تولت التموین ثم اطعام فیاض ولو بالقهوة والتحرش بالجارات من مجلسها علی الخوان أمام النافذة وسماع شکاوي شقیقاتها الثلاث من کناتهن الثلاث (المصدر نفسه، 89).
د ـ الحرکة المفاجئة من النافذة
لفتت فیاض حرکة مفاجئة في النافذة المقابلة... بدا وجه أنثوي یرنو إلیه، فما کان یتابع المارة من وراء ستارته بفضول من ینظر من کوة سجن. تساءل: هل کانت ثمة نافذة؟ وقال في نفسه: لابد أنها کانت... فهذه الدار ذات الطابقین موجودة منذ وجد الحي وهذه النافذة قائمة منذ قام البناء ولکني أبدا لم أنظر إلی البناء والنافذة نظرة خاصة.. لم ألق نظرة خاصة علی إیماء شيء (المصدر نفسه، 107).
نافذتان متقابلتان في الأولي الوجه المضيء المؤطر بشعر مسبل فوق عنق أبيض وفي الثانية الوجه المعذّب بالانتظار ذو العينين الناريتين وراء النافذتين يستيقظ الحبّ وتضطرم الأحاسيس والغرائز. تؤدّي إطلالة هذا الوجه الباسم من النافذة إلي أن ينفي – ولو للحظة عابرة – صور الماضي المؤلم التي لاتنفکّ تطارد فياضاً من داخله وتعذّبه (برکة، ٢٠٠٣: ٦٥ ).
فکیف حدث أن استغرقتني أفکاري حتی صارت نظراتي تنزلق علی صفحة الأشیاء دون أن تمیزها؟ «بلی! کان یری في النوافذ والشرفات بعض الوجوه لکنها وجوه کالتي یعبر بها الإنسان في طریق أو یراها في اجتماع عام فلا یستوقفه منها وجه بعینه. وحین کانت تلتقي نظراته بنظرات جیرانه، کان یتراجع، یرخي الستارة ویعود إلی جدرانه لیلوب بینها» (مینة، 1977: 108).
«لیوم فقط وقع شيء مباغت... ومضة برق أنارت واختفت. حرکة موقظة کالصوت في البریة.. وهو لا یذکر بعد ذلک سوی أن جداراً کان بینه وبین تلک النافذة فرفع دفعة واحدة. وقال في نفسه: «هل کان ما رأیت مهیئاً أم لعبت المصادفة دورها فیه؟» (المصدر نفسه، 108).
«ذهب في الغرفة وجاء... طرح أسئلة وأجاب علیها، وطرحها من جدید وأجاب علیها من جدید. ومع یقینه أن الیوم کالأمس وأن الجدران هي ذاتها والعتمة هي بعینها والفرشالمقروعة،( المصدر نفسه، 108).
والأسرة المرکومة والکوة الواسعة هي هي، مع کل ذلک کان یحس أنه یسکن الغرفة للمرة الأولی» (المصدر نفسه، 109).
فالنافذة بادئ الأمر کوةٌ في جدار تطلُّ علي الخارج عندما کان فياض يقع فريسة صراعه الداخلي وعندما کانت تستغرقه أفکاره کان ينظر من النافذة دون اکتراث حتي باتت نظراته تنزلق علي صحفة الأشياء دون أن تميزها. ولم يکن يري من خلالها سوي وجوه باهتة لايستوقفه منها وجه بعينه وليس للنافذة في هذا المعني أية وظيفة روائية، (برکة: ٢٠٠٢: ٦٤).
«کانت صورة الوجه الأنثوي تزحزح الصور الأخری وتحتل مکانها. وحتی الأفکار الیومیة المضادة تراجعت واحدة بعد أخری وأفسحت المجال للفکرة الوافدة الطاغیة: «من هي هذه المرأة التي نظرت بهذا التعمد من النافذة؟» (مینة، 1977: 109).
«إنها موجودة قبالتي موجودة ویکفي أن أزیح الستارة. لد نظرت إلي ولم تکن نظراتها جافة ولا منکرة»
«قالها و تحرک کالمنوم مغناطیسیاً نحو النافذة وقف یتلفت حذراً لئلا یراه أحد من أهل البیت. ولما صار وراء الستار أخذته ارتعاشة خفیفة إذ تخیل الوجه الوضيء المؤطر بشعر مسبل فوق عنق أبیض».
«مد اصبعه الواجفة وأمسک طرف الستارة بانفعال، ثم جمع نفسه في الطرف الآخر من الفتحة مجتهداً في أن یراها ولاتراه ولما تم له ما آراد أرسل نظرة خاطفة باتجاه النافذذة المقابلة ولم یلبث أن أرخی الستارة وعاد متباطئاً إلی قاع الغرفة» (المصدر نفسه،110).
«کانت النافذة المقابلة مغلقة هذه المرة، کانت وهماً فهل ینقلب الوهم إلی حقیقیة، مرة أخری علی الأقل؟ (المصدر نفسه، 110).
إنّ النافذة ما تلبث تستقطب انتباه السّجين وتستولي علي حياته النفسية فتقدّم له فرصة الهرب من واقعه المرير وذلک بأن تعلّل أحلامه وتصرّفه عن صراعه النّفسي المؤلم. ويتمّ عمل النافذة هذا بوجود نافذة أخري مقابلة لنافذته يطلّ منها رأس صغير جميل يرنو إليه بعينين برّاقين، عندئذ ترتعش أوصاله وتصيح غرائزه ويحسٌّ أنّه يسکن الغرفة للمرة الأولي
کفتاة النافذة هذه و مثلها ابتسمت له» (المصدر نفسه، 111).
هـ ـ التقابل
النافذة في هذه الرواية تجمع بين النقيضين: البعد والقرب، الوصال والافتراق.
کذلک يضطرم القلب وراء النافذة المقابلة لفياض، تبتسم دينيز لهذا الغريب الذي أحبّته لمظهر التّحدي البادي في وقفته. وتحلم بدورها بالوصال وتستثار غرائزها: «تأوّهت وعضت طرف اللحاف بأسنان مهرة تعضّ الشکيمة» (المصدر نفسه،297).
و ـ النافذة منبع العذاب
«قطعت الحوار بعد قلیل الابتسامة الصادرة عن النافذة المقابلة فتاة البنایة المواجهة کانت هناک في نفس وضعها السابق وعیناها تترکز علی نافذته ولعلها رأت اهتزازات الستارة قبل أن تنفرج فخفق قلبها وارتسمت ابتسامة سرور عفویة علی شفتیها» (المصدر نفسه، 124).
«دينيز» تتعذّب في حجرتها وتحترق شغفا بذي الوجه المعذب وتأمل عبثا أن يدهم غرفتها ويطفئ نارها. وفياض بعد أن ذاق اللذع الجنسي البحت، ينسحب مضطرّاً ويواصل السير في طريق النضال، (برکة: ٢٠٠٣: ٦٥).
«التصق بالجدار... ووجد ذراعه ترتفع وتشیر إلیها ومن النافذة الأخری ارتفعت ذراع وأشارت إلیه» (مینة، 1977: 124).
«الفتاة وراء نافذیتها تفکر بحواء وفیاض وراء نافذته یفکر بآدم و أم بشیر في العرس، تحل خطیئة أکل التفاحة المحرمة واثقة أنَّ ما یحلونه علی الأرض، یکون محلولاً في السماء» (المصدر نفسه، 125).
أحد أوسع الدلالات شمولاً فی الروایة ، هو استخدام الأفعال بکثرة. فی السیمیائیة أیضاً یهتمّ بالأفعالمنها الفعل المضارع. وهناک دلالة أخری هي توظیف الرموز الدینیة والتاریخیة حیث أتی الکاتب بقصة حواء و أدم و إغرائیات إبلیس لهما حیث تناواوا من الشجرة و لعلها شجرة التفاح کما ذکرها الکاتب.
و أیضاً وظف الکاتب دلالة استعاریة حول الخطیئة التي تحل عند البشر بزعمهم ولعل في الاستعاره غالباً نواجه مدلولاً لیس له مصداق خارجي أو ما یصدق علیه فی عالم الواقع وهذا الأمر یختصّ باللغة العربیة، حیث أنّ عنصراً ما یقع بدیلاً لعنصر آخر على أساس قدرة التخییل وسعة الخیال أو تتداعی العناصر بعضها بعضا.
ز ـ النافذة منذ للقاء الموعود
من وراء النافذة رأی فیاض وجه صدیقه الواقف عند باب الحدیقة فاندفع ینادي: «یا أبوخلیل! هذا صدیقي... قل له أنا موجود أدخله»(المصدر نفسه، 133).
«وشرع فیاض بارتداء ثیابه. وکان ذاهلا قلیلً ورغبة مزدوجة في الذهاب و في البقاء تسیطر علیه.وقد مضی إلی النافذة فأزاح الستارة ونظر... لم یکن ثمة أحد... النافذة المواجهة مغلقة والظلام مخیم ومن یدري این الوجه الحبیب الآن » (المصدر نفسه، 135).
«أرخی الستارة ببطء وداعاً للرأس الصغیر الجمیل» ثم حمل حقیبته وخرج نظر إلیه صدیقه وضحک «ماهذا»
وبعد ذهابه مع صدیقه و تعرفه علی انرأة جدیدة و تغییر اسمه من فیاض بنادر
ح ـ الدلالة الاستبدالیة
«وفي نهایة الصالون نافذة واسعة جداً بعرض الجدار کله علیها ستارة مخملیة» (المصدر نفسه، 3811).
«کان البیت نظیفاً مرتبا وحین وقف إلی نافذة الصالون العریضة طالعته الحدیقة التي تتوسط أضلاع البنایة الکبیرة تطل علیها الشرفات والنوافذ المقابلة والمجاورة کان في وسعه أن یری الأشکال الآدمیة وخاصة النساء کل وقت بوضوح وأن یستماع بالشمس ویعمل في هذا الجو الملائم کما قال صدیقه» (المصدر نفسه، 142).
ط ـ استرجاع
«رجعت الفتاة وامها من السهرة ودخلت کل منهما غرفتها الفتاة حرصت علی التقدم من النافذة بحذر لتستمتع برؤیة الوجه المعذب بالانتظار ولم تجد سوی الطلمة ارتدت خائبة لائمة نفسها لأنها سهرت في الخارج» (المصدر نفسه، 148).
«لم تکن دينيز، فتاة النافذة المقابلة لمخبئه في بيت خليل، إلّا حلماً يکابد مشقة التّحقيق، حلماً يجسم المسافة الهائلة بين الهرب والمواجهة، إنّها الوجه الآخر لعذاب السجن هناک إنّها صورة تضاف إلي صور الحرمان المتلاحقة وتلعب دورها علي طول خط المواجهة بين فياض وخليل» (شکري، ١٩٧١: ٧٣ ).
«إنه هو صاحب العینین الناریتین الذي رأته في النافذة واحبته لغرابة وضعه ونفاذ نظرته ومظهر التحدي البادي في وقفته» (مینة، 1977: 149).
«لم تکن دينيز، فتاة النافذة المقابلة لمخبئه في بيت خليل، إلّا حلماً يکابد مشقة التّحقيق، حلماً يجسم المسافة الهائلة بين الهرب والمواجهة، إنّها الوجه الآخر لعذاب السجن هناک إنّها صورة تضاف إلي صور الحرمان المتلاحقة وتلعب دورها علي طول خط المواجهة بين فياض وخليل» (شکري، ١٩٧١: ٧٣ ).
4 ـ سیمیائیة الثلج
«إنکب فیاض علی عمله في بیت جوزیف... هو أیضاً فکر و أغمض عینیه و تصور «النافذة المقابلة». وکان تواقاً وقادراً علی الاندفاع کأعصار... إنه یحس وربما أکثر منها، بالحاجة إلی تحطیم الجلید المصطنع لحیاته الداخلیة ولکنه فیما نذر نفسه له کان یفهم قیمة التضحیة التي تعلو علی معنی اللذة» (مینة، 1977: 150).
نجد في المقطع المذکور من الروایة حیث جاء الترکیب الإضافي والوصفي في سیاق التشبیه و هو «تحطیم الجلید المصنطنع» یقع الدال والمدلول جنباً إلى جنب فی المحور الائتلافی أو الترکیبی.و هذا یحدث في التشبیه وخاصة فی الإضافات التشبیهیة فنجد عبارة تحطیم الجلید المصطنع» دلالات إیحائیة نفسیة إضافة إلى دلالتها على معنى استعاری وهو الجمال الظاهری لأحاسیس الکاتب أو بطل الروایة فیاض.
في القسم الخامس من الروایة تبدأ قصة الثلج بذکر مناظره فوق الجبال الوقت الذي غتدر بطل الروایة مدینة بیروت:
«في أوائل الشتاء غادر بیروت إلی الجبل. عاش فترة مختبئا. کانوا یبحثون عنه منذ غادر السجن و هم یبحثون عنه وجرت تحقیقات في کیفیة المغادرة » (المصدر نفسه، 361).
الثلج وقتئذ لم یکن قد تساقط وها هو في کانون الأول یغمر، لا قمم الجبال وحدها بل حقول القریة وطرقاتها أیضا (المصدر نفسه، 361).
«کان الثلج قد ارتفع امتاراً علی القمم الریبة، والبساط الأبیض غدا سمیکا، والبرد یلسع فلا یجرؤ الناس علی مد رؤوسهم والجو الضبابي الکثیف یبعث شعوراً بالضجر وبالحاجة إلی الهرب» (المصدر نفسه، 354).
وذات صباح، فیما هو إلی النافذة، شاهد وجهها في البیت المجاور.. کان وجها لطیفاً لفتاة صبیة.. وکانت تحملق فیه بامعان وقد ارتسم التساؤل علی محیاها ولعل هیئة الغریبة، باللحیة النابتة، والشعر الطویل، قد أثارت دهشتها، فقال في نفسه:
«یا للغربة! نافذة أخری وطیف آخر!» (المصدر نفسه، 365).
وواصل الثلج تساقطه فازدانت الأشجار به (المصدر نفسه، 365).
ثم صاح دون أن یتکلم:
«أیتها الأشجار، یا أشجار الحدیقة، یا عزیزتي ... لن یلبث هذا الثلج أن یذوب، أ تسمعین؟ ستشرق الشمس ویذوب الثلج وینبت العشب وترعی الخراف»(المصدر نفسه، (365).
وقال فیاض معرباً عن کراهیته لإتیان الثلج من النافذة ذاکراً بعض المفارقات:
«یا الهيً الثلج لیس بارداً. لم یعد بارداً، إنه یدخل من النافذة.. الثلج یأتي من النافذة... وإني لا أحب الثلج من النافذة!» (المصدر نفسه، 369). نجد في هذا المقطع من الروایة و هو إنکار الواقع حیث ینکر بطل الروایة برودة الثلج و یکرر هذا السیاق فهو عندما یذکر لفظ أو دالّ بصورة مکررة لا یؤکّد فقط على ترابطه بمدلول خاص، بل یقوّی ترابطه بالمدلولات الأخری. فمن خلال استنطاق الدلالات الموجودة، ینکشف لنا ما کان یعانیه بطل الروایة المتوغل بالغرام.
«لکي یفصح کل منهما عما دار في خاطره ابتسما... واهتزت الأغصان في الحدیقة بفعل نسمة عابرة فتساقط ثلج و خفق بجناحیة عصفور وانتشر دفء وفتح کلاهما نافذته وتبادلا التحیة علی استحیاء» (المصدر نفسه، 369).
«کما یفعل جاران مهذبان وعبثا بالثلج کما یفعل سائر الناس، ثم راحا یجمعانه من حوالي النوافذ وأغصان الأشجار، ویتراشقان به... یقذفانه في الهواء دون أن یصل إلی أي منهما» (المصدر نفسه، 369).
«نار صغیرة وسط ثلج کبیر... وماذا بهم؟ یکفي أنها نار.. مشروع نار، لا نار کاملة!» (المصدر نفسه، 369).
«ومن النافذتین، بشکل غیر منظور، کانت أید أربعة تمتد متعاکسة، کل اثنتین تصطلي ناراً في الطرف الآخر، وفي الأعماق تزهر أحاسیس کاد یقتلها الصقیع» (المصدر نفسه، 369).
في نهاية الرواية وبعد أن ينتصر فياض علي قوي التّردّد والخوف تظهر من جديد فتاة أخری مقابل نافذة حجرته في الجبل وبذلک تنتهي إقامته في لبنان بحوار أخير تتخاطب فيه القلوب والعيون من خلال نافذتين، والسؤال الذي يتبادر إلي الذهن هو هل تحافظ النافذة في هذه المرحلة النهائية علي وظائفها التي رأينا،
في الحقيقة لايتغير عملُ النافذة المعاني المکافح الذي يعيش تجربة الثورة المعذبة وها هو الآن کما يقول خليل قد اجتاز التجربة وقد تخلّص من المجابهة مع نفسه وصرف همَّه لمجابهة قوي الظّلم والاستبداد.
التکرار
ما یلفت انتباهنا فةي الروایة هو تکرار بعض العباررات مع المصاحبة اللفظیة لبعض التراکیب. نجد هذه الظاهرة الأدبیة تتکرر في طي عبارات الروایة و خاصة في المشاهد التي ترسم لنا صورة من الثلج المتساقط:
«انطفأت النار عبر الحدیقة... انطفأ النور.. لا نار و لا نور ولا مسرح ولا جمهور .. کل شيء منه وإلیه...«أنا هو العالم» والعالم أنا» والدنیا من حوله، صمت والثلج وحده یأتي من النافذة» (المصدر نفسه، 370).
نجد في المقاطع المذکورة من الروایة تکرار بعض المفردات والعبارات وهذا من من التجلّیات الفنیة البارزة فی الروائیة خاصة فی المقطع الأخیر والأحداث الأخیرة من الروایة وما ذلک إلا بقصد التأکید والتقریر على الأفکار والصور فالکاتب نراه یکرّر بکثرة بعضاً من الألفاظ والعبارات لیدلّ بذلک على طغیان العاطفة لدی بطل الروایة المصاب بالغرام من النافذة.
قد کرر بطل الروایة فیاض عبارة «البرد لیس من الثلج»
وصاح مدهوشاً
ـ کیف نسیت أن أغلق النافذة!؟
واذ تذکر أنها کانت مفتوحة، أمس وقبله و قبله، ابتسم کطفل یداري خطاه و قال:
ـ البردُ لیسَ من الثلج!
واستدار عن النافذة و هو یؤکد لنفسه:
ـ البردُ لیسَ من الثلج!
و قال للمرة الثالثة:
ـ البردُ لیسَ من الثلج!
وظل والقفاً وسط الغرفة وهو یدد بنوع من التحدي:
ـ البردُ لیسَ من الثلج!
وراحت الغرفة، بکل ما فیها، تصرخُ في وجهه:
«البرد یا فیاض لیس من الثلج! ..البرد یا فیاض لیس من الثلج!.. البرد یا فیاض لیس من الثلجً» (المصدر نفسه، 371).
فیعلل الکاتب البرد الذي أصاب البطل و یقول:
البرد کان من الغربة، والتجربة تمت في الغربة، والآن وداعاً للغربة (المصدر نفسه، 372).
لقد لجأ الکاتب إلى تّکرار العبارة بوصفه وسیلة من الوسائل التّی تعتمد على التّاثیر الذی تحدثه الکلمة المکررة في نفس المتلقی، وهو ما یؤکده النقّاد بقولهم: «أما الدَّوافع الفنیة للتکرار فإنّ ثمّة إجماعا على أنّه یحقق توازناً موسیقیاً، فیصبح النغمُ أکثرَ قدرة ٍعلى استثارة المتلقي والتّأثیر في نَفسِه» (حسین، 1412ق: 219).
والتّغير الأساسي والوحيد الذي يطرأ علي وظيفة النافذة هنا هو أنّها لم تعد إغراءً بالتّخلّي عن طريق الکفاح والنّضال علي العکس من ذلک إنّها تصرف فياضاً عن اجترار ذکريات الماضي الملعونة وتدفعه إلي الأمل في مستقبل أفضل يملؤه دفء الحياة ونار المحبة ويعکس هذا التّغيير کما رأينا نفسية فياض الذي لم يعد متردّداً. يقول بوعلي ياسين ونبيل سليمان: « إنّ جذور النّظرة الدينية الرّجعية للجنس والمرأة تقف وراء عدم زواج المناضل أو عدم حبّه» (برکة، ٢٠٠٣: ٦٨ )، ولکن أبطال حنا مينة لاتقلقهم القضايا الميتافيزيقية کالدين والله (الماضی، ١٩٨٩: ١٤٣).
5 ـ نتائج البحث
من خلال دراسةالروایة کاملة والکشف عن الدلالة الامتدایة لعنصري «النافذة» وا«لثلج» وجدنا هنالک علاقة بین الدال وهما الثلج والنافذة والملول وهما العاطفة والغرام والنضال ـ الاعلاقةالامتدایة، وصلنا إلی النتائج التالیة:
بُني عنوان االروایة «الثلج یأتي من النافذة» علی حضور دلالي للنافذة والثلج مع الوظیفةالإغرائیة فیه وکان للنافذة الدور الأساسي في تبیین مسار الأحداث فالنافذة في البدایة کانت ثغرة اکتشاف البطل اللائذ في بیت أبي خلیل لذلک کلنت مغلقة.
ظهرت النافذة کعامل وجداني بعد أن فتحت وکان الستار یتحرک، وقد شبّهت هذه الکلمة بدلالة ضمنیة.
إنَّ النافذة في مراحلها المتعددة في الروایة، تُنسي البطل سجنه وغربته وتُغريه بالعودة إلي حياة ما قبل التجربة، حياة المثقّف البورجوازي (زواج، أولاد، هموم عائلية بسيطة، مغامرات...). ويضطرّ عندئذ أن يقارن بين خليل وجوزيف فيختار أن يعيش کخليل، مناضلاً ثورياً يکدح ويعمل. تُعدُّ هذه المرحلة حلقة رئيسةً يتقرّر فيها مصير البطل إنّها مرحلة تحوّلِ فياض من هارب متردّد إلي عامل مناضل.
إنّ النافذة تواکب البطل فياض طيلة إقامته في لبنان أي فعليا من بداية الرواية إلي آخرها. وهي من العناصر الأساسية التي تکوّن التجربة النّضالية التي عاشها، فهي تشغل حيزا لا بأس به من حياته النّفسية وتلعب دوراً رئيساً في معاناته الشخصية.
روایة «الثلج والنافذة» بمثابة دالّ یدلّ على شخص یطالب بالحریة والانتفاضة على الظلم والجهل. هذا المدلول فی نطاق أوسع یدلّ على مدلول آخر وهو نفی الیأس والاضطهاد والدعوة إلى التحرّر والاستقامة والثورة کما یدلّ على مدلول غیره؛ وهو الإقبال على الحیاة فی کنف الطبیعة والابتعاد عن مساوئ الدنیا وخبث البشر.
الهوامش:
1- Ferdinand de Saussure
2- signifier
3- signified
6 ـ مصادر البحث
أ ـ الکتب
القرآن الکریم
- إبراهیم مصطفی وآخرون، المعجم الوسیط، القاهرة: مجمع اللغة العربیة، 1412ق.
- ابن جني، أبوالفتح، عثمان، الخصائص، بیروت: مؤسسة الأعلمي، 2003م.
- ابن منظور، محمد بن مکرم، لسان العرب، بیروت: دارصادر، 2005م.
- الأزهري، محمد بن أحمد، تهذیب اللغة، بیروت: دار إحیاء التراث، 2001م.
- برکة، بسام، مبادئ تحليل النصوص الأدبية، القاهر: الشركة المصرية العالمية للنشر، ٢٠٠٢م.
- بوخاتم، مولی علي، مصطلحات النقد العربي السیماءوي، دمشق: منشورات اتحاد الکتاب العرب، 2004م.
- پای، ماریو، أسس علم اللغة، ترجمة وتعلیق: أحمد مختار عمر، القاهرة: عالم الكتب، 1998م.
- الجوهري، إسماعیل بن حماد، الصحاح، بیروت: دار العلم للملايين، 1998م.
- حسین قاسم، عدنان، الإتجاه الأسلوبی البنیوی فی النقد الشعر العربی. مصر: الدار العربیة للنشر والتوزیع، 1412ق.
- الخطيب، حسام، سبل المؤثّرات الأجنبية وأشکالها في القصّة السورية، دمشق: اتحاد الکتّاب العرب، 2016م.
- الدخیلي، حسین علي، العتبات النصية في شعر سميح القاسم، العنونة إنموذجا، بیروت: دار ومکتبة البصائر، 2014م.
- دی سوسیر، فردیناند، دروس في الالسّنیة العامة، ترجمة: صالح القرمادي وآخرون: طابلس: الدّار العربیة للكتب، 1985م.
- سیزا قاسم وآخرون، مدخل إلی السیمیوطیقیا، القاهرة: دار الیاس العصریة، 1986م.
- شکري، غالي، الرواية العربية في رحلة العذاب، القاهرة : عالم الکتب، ١٩٧١م.
- العسکري، أبوهلال، الفروق اللغویة، بیروت: دار الکتب العلمیة، 1981م.
- الفیفی، عبدالله بن أحمد، حداثة النص الشعری فی المملکة العربیة السعودیة. الریاض: النادی الأدب، 1426هـ.
- مقدادی، بهرام، فرهنگ اصطلاحات ادبى: از افلاطون تا عصر حاضر، تهران: انتشارات فکر روز، 1378ش.
- مينة، حنا، الثلج يأتي من النافذة، ط ٢، بيروت: دار الآداب، ١٩٧٧م.
ب ـ المجلات:
- السباعي، فاضل، البحث عن النضال المفقود، دمشق :مجلة الآداب، مارس، العدد الثالث، ١٩٧٠م.
- الماضي، شکري، الدلالة الاجتماعية للشکل الروائي في روايات حنّا مينة، مجلة اللغة والآداب، ديسمبر. العدد ٣، ١٩٨٩م.
- مجیدی، حسن وآسیه فولادي، التحلیل السیمائي الناس في بلادي لصلاع عبد الصبور، مجلة دراسات الأدب المعاصر، السنة الرابعة، العدد السادس عشر، صص49 ـ 27، 1391ش.
- مرادي، محمد هادي ومحسن خوش قامت، دراسة تحليلية لرواية الثلج يأتي من النافذة لحنا مينة، إضاءات نقدية (فصلية محكّمة) السنة الثانية – العدد الثامن – شتاء ١٣٩١ ش/ کانون الأول ٢۰١٢: ص ١١٥ ـ ١٣١.
Research sources
A- books
The Holy Quran
- Al-Dakhili, Hussein Ali, Textual Thresholds in the Poetry of Samih Al-Qasim, Title as a Model, Beirut: Dar and Al-Basair Library, 2014 AD.
- Al-Askari, Abu Hilal, Linguistic Differences, Beirut: Scientific Book House, 1981.
- Al-Azhari, Muhammad bin Ahmad, Tahdheeb al-Lugha, Beirut: Dar Ihya al-Turath, 2001 AD.
- Al-Fifi, Abdullah bin Ahmed, The Modernity of the Poetic Text in the Kingdom of Saudi Arabia. Riyadh: Literature Club, 1426 AH.
- Al-Jawhari, Ismail bin Hammad, Al-Sihah, Beirut: Dar Al-Ilm for Millions, 1998 AD.
- Al-Khatib, Hossam, Ways of Foreign Influences and Their Forms in the Syrian Story, Damascus: Arab Writers Union, 2016 AD.
- Baraka, Bassam, Principles of Analyzing Literary Texts, Cairo: The Egyptian International Publishing Company, 2002 AD.
- Bukhatem, Molly Ali, The Terms of Semitic Arab Criticism, Damascus: Publications of the Arab Writers Union, 2004 AD.
- De Saussure, Ferdinand, Lessons in General Linguistics. Translated by: Saleh Al-Qarmadi and others: Tripoli: The Arab House for Books, 1985 AD.
- Hussein Qassem, Adnan, The Structural Stylistic Approach in Arabic Poetry Criticism. Egypt: Arab House for Publishing and Distribution, 1412 BC
- Ibn Jinni, Abul-Fath, Othman, Al-Khasa’is, Beirut: Al-Alamy Foundation, 2003 AD.
- Ibn Manzoor, Muhammad bin Makram, Lisan al-Arab, Beirut: Dar Sader, 2005 AD.
- Ibrahim Mustafa and others, The Intermediate Lexicon, Cairo: The Arabic Language Academy, 1412 BC.
- Mina, Hanna, Snow Comes from the Window, 2nd Edition, Beirut: Dar Al-Adab, 1977.
- Miqdadi, Bahram, Farhang, Literary Idioms: From Plato to the Present Era, Tehran: Insharat Fikr Rose, 1378 Sh.
- Pai, Mario, Foundations of Linguistics, translation and commentary: Ahmed Mukhtar Omar, Cairo: World of Books, 1998 AD.
- Shukri, Ghali, The Arabic Novel in the Journey of Torment, Cairo: The World of Books, 1971 AD.
- Siza Kassem and others, Introduction to Semiotics, Cairo: Dar Elias Al-Asriyya, 1986 AD.
B- Journals:
- Al-Sibai, Fadel, Searching for the Lost Struggle, Damascus: Al-Adab Magazine, March, No. 3, 1970 AD.
- Majidi, Hassan and Asiyeh Foladi, the semiotic analysis of people in my country, by Salla Abdel Sabour, Journal of Contemporary Literature Studies, the fourth year, the sixteenth issue, pp. 49-27, 1391 Sh.
- Moradi, Muhammad Hadi and Mohsen Khosh Qamat, an analytical study of the novel Snow Comes from the Window, - - Hanna Mina, Critical Illuminations (Referred Quarterly), the second year - the eighth issue - Winter 1391 AM / December 2012: pp. 115-131.
- The Past, Shukri, The Social Significance of the Narrative Form in Hanna Mina’s Novels, Journal of Language and Literature, December. Issue 3, 1989 AD.
“A semiotic analysis of the novel “Al-Thalj Yaati Men Al-nafezah” by Hanna Mina in light of the theory of Ferdinand de Saussure”
Abstract
The semiotic analysis tries to reveal the relationship between the title and the fictional text, and then semiology, which is a science through which semantic systems such as language, symbols, signs, etc. are studied. relationship becomes clear when the title is considered a semiotic system with semantic and other symbolic dimensions, urging the researcher to trace its connotations to be revealed in the structure and meaning. we sought in this research, To implement the semiotic analysis the novel entitled “Al-Thalj Yaati Men Al-nafezah” by the Syrian storyteller and novelist; Because the title and in view of the content of the text of the novel, it carries suggestive and symbolic connotations despite the realism of the events.
In this descriptive analytical study, we tried, according to the theory of the structuralist Ferdinand de Saussure, to reveal the significance of rigid objects centered around the “window and snow”; Because these two terms have an important role in depicting the stages of the hero's personality development and drawing the events from beginning to end.
Some results indicate that the “window”, which is the main pillar of the title with its extensional relationship, is considered an element of the confrontation between the protagonist and the outside world, as well as the “snow” comes from the window in which the struggling hero sits. The novelist, through the novel, tried to employ the inanimate objects that have a semantic role in the novel the service of life, which is the life of his heroes and society.
Key word : Semiotics, The novel, Al-Thalj Yaati Men Al-nafezah, Hanna Mina, Saussure
«تحلیل نشانه شناختی رمان«الثلج یأتي من النافذة» اثر حنا مینة برطبق نظریه فردیناند دو سوسور»
چکیده
تحلیل نشانهشناختی سعی میکند رابطه میان عنوان و متن داستانی را آشکار کند افزون بر این نشانهشناسی علمی به شمار می رود که به مطالعه نظامهای معنایی مانند زبان، نمادها، نشانهها و غیره میپردازد. وعنوان در متن، چنانکه نزد محققان معلوم است، آستانه و دروازه شمرده شده و پیشتازی از آن او است و نیز نشانه ای قوی است که محتویات اساسی متن را حمل می کند، و پیوند میان نشانه شناسی و رابطه، زمانی به ثمر میرسد که عنوان یک نظام نشانه شناختی با ابعاد معنایی و نمادین تلقی شود. از این مفهوم ادبی است که ما در این تحقیق سعی برایجاد تحلیل نشانه شناختی رمان «الثلج یأتي من النافذة» اثر داستاننویس و رماننویس سوری «حنا مینة» کردهایم؛ چرا که عنوان با توجه به محتوای متن رمان وعلی رغم واقع گرایی وقایع، مفاهیم پیشنهادی و نمادین دارد. در این بررسی توصیفی تحلیلی، سعی کردیم با توجه به نظریه ساختارگرایی فردیناند دو سوسور، اهمیت اجسام بی جان با محوریت «پنجره و برف» را کشف کنیم؛ زیرا این دو کلمه نقش مهمی در ترسیم مراحل رشد شخصیت قهرمان و ترسیم وقایع از ابتدا تا انتها را دارند. برخی از نتایج نشان میدهد که «پنجره» که رکن اصلی عنوان در زمینه توسعه پذیری است و عنصری از رویارویی بین قهرمان داستان و جهان محسوب می شود و همچنین «برفی» که از پنجره می آید با سعی و کوشش قهرمان مبارزه فرود میآید و می نشیند، آنها معانی نمادین هستند که قهرمان شخصیت مبارزاتی خود را با توجه به سیر وقایع و مراحل آنها مشخص می کند. رمان نویس از طریق رمان و عنوان آن تلاش میکند جماداتی را که در رمان نقش معنایی دارند در خدمت زندگی که همان زندگی قهرمانانش و جامعه است به کار گیرد.
كليد واژه: نشانه شناسی، رمان، الثلج یأتي من النافذة، حنا مینة، سوسیر