یدرس علم اجتماع الأدب العلاقات الثنائیة بین المجتمع والعمل الأدبي كوثیقة اجتماعیة ترسم الوقائع التي تجرف المجتمع، وبما أن الواقعیة تمتاز كمذهب أشد التصاقا بالطبیعة وحیاة الإنسان والمجتمع، وأكثر اهتماما بحیثیات الواقع الاجتماعي وتفاعلاته وتطوراته كما تهتم بتصویر العلاقات أکثر
یدرس علم اجتماع الأدب العلاقات الثنائیة بین المجتمع والعمل الأدبي كوثیقة اجتماعیة ترسم الوقائع التي تجرف المجتمع، وبما أن الواقعیة تمتاز كمذهب أشد التصاقا بالطبیعة وحیاة الإنسان والمجتمع، وأكثر اهتماما بحیثیات الواقع الاجتماعي وتفاعلاته وتطوراته كما تهتم بتصویر العلاقات الاجتماعیة تصویرا دقیقا، لذلك لفت هذا العلم انتباه جورج لوكاش، حیث نقده الأدبي كان مؤثرا بوضع أسس علم اجتماع الأدبي، ففي خضم نظريته النقدية ثلاث سمات: الواقعیة الحقیقیة، والنقدیة والشعبیة، لهذا تعالج هذه الدراسة أشعار هارون هاشم وفقاً للواقعیة اللوكاشیة متخذة نظریته الواقعیة المتجذرة عن الجدلیة الماركسیة مطیة ومنهجا لدراستها. ولأن شعره یمثّل نمطا من المعیش في المجتمع العربي لا یمكنه إلا أن یكون جزءاً منه، فهو سعی إلی ربط معاناته بواقع المعیش یؤثّر ویتأثر فیه وبه، تشیر نتائج البحث إلی أنّ الشاعر یقدّم رؤیته من خلال الواقع، ناقلا الحقائق التي لمسها عن كثب بمصداقیة تامة وصورة صادقة ومنتقدا التناقضات والتحديات الاجتماعية لبلاده بمنطق ووعي تام وفي أجزاء من قصائده یفضح سياسات الحكومات الاستعمارية وأنصارها وحكام العرب مشیرا إلی تدخّلاتهم في شؤون شعبه ودعمهم لإسرائیل، ویراهم السبب الأساسي في معاناة مجتمعه، وعلی بنیة السمة الشعبیة، صوّر مشاكل ومعاناة أبناء جلدته. كما یمكن القول إنّه لم یقف مكتوف الأیدي أمام أنین مأساة مجتمعه بل أنذر ونادی وبشّر ثمّ رسم طریق النضال كما ركز علی القضایا والأحداث التي ترتبط بالعامة وتجسّد تأثیر هذه القضایا علی معیشة شعبه، فالمتابع لقصائده یری أنّه یكون ملتزماً بقضایا تخدم شعبه.
تفاصيل المقالة
تحاول هذه الدراسة إلقاء الضوء على فضاء المقهى فی روایات أحمد محمود وعبدالرحمن منیف. وإذا کان الفضاء بشکل عام محایثاً للعالم تنتظم فیه الکائنات والأشیاء والأفعال، ومن ثمّ معیاراً لقیاس الوعی والعلائق الوجودیة والاجتماعیة والثقافیة، فیتمیّز المقهى فی النصوص المدروسة بکونه أکثر
تحاول هذه الدراسة إلقاء الضوء على فضاء المقهى فی روایات أحمد محمود وعبدالرحمن منیف. وإذا کان الفضاء بشکل عام محایثاً للعالم تنتظم فیه الکائنات والأشیاء والأفعال، ومن ثمّ معیاراً لقیاس الوعی والعلائق الوجودیة والاجتماعیة والثقافیة، فیتمیّز المقهى فی النصوص المدروسة بکونه "مختزلاً" لهذا التحایث والمعیاریة، وهذا ما یبرّر اختیاره لدراسة مقارنة تهدف إلى فتح نافذة للحوار بین المجتمعین الإیرانی والعربی بغیة ترسیخ قیم الانفتاح والتعایش والتعددیة، کما یبرر اختیار الکاتبین بوصفهما مهتماً بهذا الفضاء النصی، وکذلک مهتماً بتلک القیم التی تؤمن بها الدراسة. ویهتمّ الروائیان بالمقهى اهتماماً بالغاً، خاصة فی روایات "الجیران" (همسایه ها) و"قصة مدینة" (داستان یک شهر) و"الأرض المحروقة" (زمین سوخته) لأحمد محمود، وخماسیة "مدن الملح" وروایة "أرض السواد" لعبدالرحمن منیف. وتعتمد الدراسة إنجازات المدرستین الأمیرکیة، والسلافیة للدراسات المقارنة اللتین ترکِّزان على نقاط التشابه والاختلاف بین الأعمال الأدبیّة من ناحیة، وعلى العلاقة بین الأدب ومیادین المعرفة الأخرى من ناحیة أخرى. وقسّمنا الدراسة إلى: 1) موقع المقهى ودوره النصّی. 2) المقهى والتراث. 3) المقهى والتاریخ. وقد تراءى لنا من خلال الدراسة أنّ المقهى یضطلع بدور فنّی ومعرفیّ بامتیاز، إذ نستطیع القول بأنّه من أهمّ المکوّنات الروائیّة التی تساعد الکاتبین فی إیصال رسالتهما الجمالیّة والمعرفیّة إلى المتلّقی من خلال موقعه الطوبوغرافی أوّلاً و علاقته بالتراث والتاریخ.
تفاصيل المقالة