إنَّ شعر علي جعفر العلاق شعر موضوعي بامتیاز وهذه العلاقة الوطیدة بین شعره والواقع هي التي تجعل شعر العلاق تتسم بطابع التشاؤم وینحدر ایضاً حضور التشاؤم عن قناعة الشاعر علی أنَّ الشعر ابن الفقدان والخسارات ولابدَّ له أن یعکس الواقع المعیش. تبحر هذه الدراسة في عالم العلاق الشعري لاستجلاء رؤیة الشاعر الی الواقع العربي وتمظهرات الأزمة ومحنة المکان في شعر الشاعر واعتمد البحث علی المنهج الوصفي التحلیلي المتناسب ومعالجة الموضوع بحیث نختار بعض العینات من شعر الشاعر وثم نقوم بتحلیلها بالرؤیة السوسیولوجیة التي من شأنها دراسة واقعیة الأدب وکیفیة حضور الواقع في الأب والشعر ونکشف من خلال التحلیل رؤیة الشاعر وکیفیة تجسیده للموضوع وتمظهرات الأزمة. تشیر النتائج الی أنَّ شعر العلاق مرتبط بالواقع المعیش ارتباطاً وجدانیاً یحلل فیه الشاعر الواقع العربي عبر الاعتناء علی الموروث الأسطوري والدیني والتاریخي ویکرّس فیه حقیقة یؤمن به وهو أنَّ ما جرَّ العرب الی الهزیمة یعود الی العرب نفسه وما یزید الآخر جسارةً علی ملامسة العزة والکرامة العربيِّة هو رخو الحضور وفعل الخیانة وأزمة الإنتماء ویعدُّ موضوع الجسد وأزمة العبور في المکان من أهم اشکالیات الواقع الراهن العربي یتجسّد في شعر الشاعر والفصل بین الجنسین بفعل تابوات المجتمعات الذکوريِّة کما یتجسّد في شعر العلاق احباط للرجل والمرأة ومصدر لضیاع المجتمع وشعر العلاق في هذا المستوی محاولة للحضِّ علی بناء المجتمع العربي الحضاري الراقي الذي تکون فیه العلاقة بین الجنسین علی أساس الانسجام والاتحاد من دون الفصل والاستیاء. پرونده مقاله