منذ قدم الأیام یعتبر اللون من أهم الأسباب فی خلق التصاویر الشعریة عند الشعراء، من حیث المجازات الشعریة وأهمیته فی خلق التشبیهات والإستعارات المتحرکة. فنظراً لدور الألوان البارزة فی خلق تصاویر البیاتی الشعریة عالجنا دور اللون ومکانته فی أشعار هذا الشاعر المجید. ووصلنا إلی هذه النتیجة أن الشاعر یستعین بالتراکیب الملونة تارة لتبیین حالاته الروحیة وتارة لنقد أوضاع عصره السیاسیة والإجتماعِیة وإعلان تذمره من أوضاع المجتمع. کما أنه قد یستخدم هذه التراکیب الملونة لبیان أهدافه وإیدئولوجیته الخاصة، إضافة إلی هذا أن تجمیل الصور بمساعدة الألوان وإستخدام المعانی الرمزیة للألوان فِی أشعار هذا الشاعر یلفت أنظار قارئ أشعاره أیضا. Manuscript profile

شعر الحبسیات أو شعر السجون قدیم فی الأدب العربی قدم الشعر والأدب؛ لأن بعض الشعراء نزلوا السجن لعلّة ما وذاقوا طعم السجن المرّ وانعکست هذه التجربه المرة منذ القدم فی شعرهم وأدت إلی غلیان عاطفة الشاعر وخیاله بشکل خاص بحیث نجد صداها فی أشعارهم. وهذا النوع الأدبی فی الحقیقه یدل علی إحساس الشاعر الصادق وشعوره الرقیق کما هو مملو بالحزن والألم ویصور حیاة الشاعر فی السجن. إذن قام بعض الشعراء العرب بتصویر تجربتهم الذاتیة مستعینین من هذا النوع الأدبی فی العصور المختلفة، من بین هؤلاء ابن زیدون الشاعر الأندلسی المرموق الذی أُّتُّهم بالتدبیر لقلب نظام الحکم، والمیل إلی عودة الخلافة الأمویة، فسعایة الوشاة والأعداء أدی إلی سجنه، حیث نجد صدی حیاته المرة التی قضاها فی السجن وبالتحدید فی خمس قصائد رائعة والتی وردت متناثرة فی دیوانه. وهذه القصائد لم تدرس بعد دراسة مستقلة رغم جمالها وفصاحتها؛ لذلک یسعی البحث دراسة الموضوعات والمضامین لهذه القصائد وتحلیلها اعتماداً علی المنهج الوصفی- التحلیلی حتی نقدّم للقارئ والمتلقّی إبداع الشاعر من حیث الموضوع فی نظم هذه القصائد وتقلیده کما نکشف نظرة الشاعر إلی هذا النوع من الشعر الغنائی. ومن أبرز النتایج التی وصل البحث هو أن تعدد الأغراض فی القصیدة الواحدة یعد من أهمّ معالم التقلید عند ابن زیدون فی حبسیاته ولقد مزج الشاعر هذه القصائد بمشاهد الطبیعة ومناظرها بالتأثر من بئیة الأندلس وطبیعتها النضرة وهذه هی من معالم الإبداع عنده حیث یمکن أن نقول بأنه لم یلقد شعراء الشرق فی نظم حبسیاته فحسب بل نجد أحیانا عنده شیئا من الإبداع. Manuscript profile