یعد المنفلوطی من الکتاب المصریین فی بدایة القرن العشرین وکان أجلّ اهتمامه فی کتاباته القضایا الاجتماعیة والفکریة. فربما ینبغی أن نعده مفکراً قبل اعتباره أدیبا حیث کانت مؤلفاته ولا تزال موضع اهتمام الأدباء والقراء وجل هذا الاعتناء ینصبّ علی الناحیة الفکریة والمضامین المطروقة فی قصص هذا الأدیب فأهمل الجانب الفنی لها رغم اتصاف کتاباته بحسن الصیاغة وجزالة النص وجمال التعبیر؛ و لربما کان جذور هذا الإغفال فی الرأی السائد بالنسبة لآثار هذا الأدیب أنه لا تجمع فیها عناصر القصة. فحثنا الأمر علی القیام بدراسة نقدیة تحلیلیة لطرف من قصصه فی کتابه العبرات فاخترنا القصص المؤلفة علی یده حیث تمکّن من التعرف علی أسلوبه ومیزات عمله الفنی. تتابع المقالة هذه باتباع المنهج التحلیلی الوصفی دراسة نقدیة تحلیلیة لهذه القصص کما تحاول الاستقصاء عن المنهج الذی اتبعه المنفلوطی فی صیاغة هذه القصص. تفاصيل المقالة

یقع الحذف فی الجملة العربیة بقرینة لفظیة أو معنویة، والغرض منه تجنّب التکرار المملّ والکلام بالإیجاز الذی یزید النص جمالاً وغنیً. أما فی جنس القصة القصیرة جداً، فتتبع هذه الآلیة الراقیة أغراضاً أخری أیضاً، حیث یلعب دوره الأساسی فی تقصیر القصة قدر الإمکان وتکثیفها أی تخصیبها بمضامین متعددة وراقیة رغم قصرها الشدید. ومن ناحیة أخری فإنّ منظّری نظریة تماسک النصّ قد اهتموا بعنصر الحذف فی النصوص من منظور مدی تأثیره فی ترابط مکوّنات النصّ ببعض والتلاحم بین أجزاءه، ونظروا إلیه من منظور لغوی حدیث. تفاصيل المقالة