یعتبر النقد الاجتماعی محاولة لإبراز العلاقة بین المجتمع والأدب، فهناک علاقة متبادلة بین الأثر الأدبی وبین المجتمع من حیث التأثیر والتأثر. "أحمد خالد توفیق" من رواد أدب الخوف فی الأدب العربی. إنّه کتب فی التسعینات من القرن الماضی مجموعة ضخمة سمیت "ماوراء الطبیعة" فی هذا المجال. ومن الناحیة الاجتماعیة، اهتمّ توفیق فی مجموعة ماوراء الطبیعة خاصة فی روایته "أسطورة النداهة" ببعض القضایا الاجتماعیة المتعلقة بالأریاف المصریة فی القرن الماضی بصبغة من الرعب. ومن هذا المنطلق یرمی هذا المقال إلی قراءة أحداث الروایة اعتماداً علی المنهج البنیوی التکوینی النقدی لغولدمان مستخدماً الوصف والتّحلیل لمناقشة الموضوع هادفًا الکشف عن معرفة الجوانب الاجتماعیة المکنونة فیها. سعى غولدمان فی طریقته النقدیة لإقامة علاقة ذات مغزى بین الشکل الأدبی وأهم جوانب الحیاة الاجتماعیة. ومن أهمّ النتائج الّتی توصّلنا إلیها فی دراستنا هذه، أنّ الروائی أحمد خالد توفیق یبحث فی روایته عن سرّ تخلّف المصریین وکیفیة مواجهتهم بالعلوم فی عصر تقدم العلوم البشریة ویعتقد أنّ أهمّ المشاکل الاجتماعیة فی الأریاف المصریة وهی القضایا المتعلقة بالفقر والعادات الخرافیة والحرمان من التعلیم. فعلی الرغم أن روایة أسطورة النداهة هی روایة خیالیة ولکن تعالج مشاکل المجتمع المصری الریفی فی التسعینات، بما فی ذلک وجود ظاهرة الخرافة فی الأریاف المصریة، والفقر، والحرمان، ومخاوف تکنولوجیا، وما إلى ذلک وهذا ینطبق علیه الکثیر من المکونات وعناصر المنهج البنیوی التکوینی لغولدمان. تفاصيل المقالة

یتعرّض المهاجرون لتغیّرات جذریة فی کیفیة التعامل مع البیئة الجدیدة أثناء الهجرة وإن هاجس الحفاظ علی الثقافة الوطنیة من جهة والتواصل البناء مع البیئة الجدیدة من جهة أخری یعتبران من تعقیدات تعامل مجتمع المهاجرین مع السکان الأصلیین. بما أنّ الروایة والقصة من أکثر الأدوات خلودا لتصویر التحدیات التی یواجهها المهاجرون عند اعتناقهم الهویة المزدوجة، تناول العدید من الکتّاب العرب فی أعمالهم الأدبیة موضوع المهاجرین فی أوروبا، منهم الروائی الجزائری المعاصر عمارة لخوص فی روایة "کیف ترضع من الذئبة دون أن تعضک" التی تدور أحداثها حول المهاجرین من دول العالم الثالث الذین هاجروا إلی إیطالیا.یرسم الروائی أزمات هویة المهاجرین والتناقضات الثقافیة والاجتماعیة والدینیة التی تعرّضوا لها فی البلد المستضیف. یحاول المقال الحاضر إلى تحلیل موضوع الهجنة فی شخصیة المهاجرین علی ضوء آراء هومی بابا الناقد الأمیرکی ذو أصل هندی مستعینا بالمنهج الوصفی التحلیلی، ومن أبرز النتائج التی توصلنا إلیها هی أن لخوص یجسّد الهویة المهجنة للمهاجرین فی شؤون کالدین والطعام واللغة والاسم والعادات والتقالید وأنّ معظم المهاجرین الجدد ماعدا بطل الروایة؛ أمدیو غیر قادرین علی خلق الخطاب والتبادل الثقافی مع السکان الأصلیین، وقد یؤدی عجزهم علی التعامل مع فضاء الهجرة إلی عدم تمکنهم من قبول الهویة الجدیدة. تفاصيل المقالة