اهتمّت الدراسات النقدیة الحدیثة بالسرد وما یرتبط به لما له من أهمیة کبیرة فی دراسة النص الإبداعیة، فکأنّه الطریقة التی یختارها الروائی أو القاص لیقدّم الحدیث إلی المتلقی. السرد أداة من أدوات التعبیر الإنسانی وهو الطریقة التی یتخذها السارد فی الإخبار عن أحداث فی قصة ما، وهناک السرد فی المدوّنات الشعریة علی مرّ العصور ولذلک یمکن إعتبار الشعر أحد الفنون التی وظّفت السرد من خلال عملیة القص. قمنا فی دراستنا هذه بملائمة أهم عناصر السرد فی قصیدة إبراهیم ناجی الطویلة المعنونة بـالأطلال وهی المشهد(الزمان والمکان)، الشخصیة والخطة. نظم الشاعر هذه القصیدة عقب الإنکسار فی الحبّ وعبّر فیها عن آلامه طیلة ثبات الحبّ عنده. تهدف هذه المقالة ضمن الإستعانة بالمنهج الوصفی- التحلیلی أن تتوقف علی تمحیص البناء السردی فی هذه القصیدة. أهمّ ما توصّلنا فی دراستنا هذه هو أنّ الشاعر إنقسم قصیدته إلی عدة مقاطع بغیة التسهیل فی التعبیر عمّا یعانیه، کما تمثّل نمطا شعوریا فی التحدّث عن الأحداث الماضیة واعتمد فی بیان الأحداث علی الحوار الداخلی الذی یسمّی بالمونوج الدرامی وهو یتّصل بالعالم الباطنی للإنسان ویظهر بشکل إستفسارات داخلیة تثیر المعانی العمیقة، غیر أنّ للإسترجاع التمهیدی والإستباق دور هام فی القصیدة لأجل التواصل مع القارئ أو لإنشاء التمهید أو التوطئة لأحداث لاحقة أو سابقة. تفاصيل المقالة