یقوم هذا البحث بالتعرف على صدى الماضی والحاضر فی شعر الشاعر السودانی إدریس جَمَّاع ومدى نفعه وإفادته منهما. وهل کان استلهامه للماضی عن وعی ودرایة به، أم کان لا یعدو محاکاة وتقلیداً "استعارة بیت -ساخ معنى- تلفیق صورة". وهل أفاد من تجربة الحاضر ممثلة فی أبی القاسم الشابی أکثر
یقوم هذا البحث بالتعرف على صدى الماضی والحاضر فی شعر الشاعر السودانی إدریس جَمَّاع ومدى نفعه وإفادته منهما. وهل کان استلهامه للماضی عن وعی ودرایة به، أم کان لا یعدو محاکاة وتقلیداً "استعارة بیت -ساخ معنى- تلفیق صورة". وهل أفاد من تجربة الحاضر ممثلة فی أبی القاسم الشابی -لاسیما فی موقفه من الطبیعة وتقدیسه لها- أم کان مستهلکاً لها. وقد خلص إلى أنَّ جماعاً لم یکن مستوعباً للماضی فحسب، بل حاول قدر المستطاع صیاغته على نحو جدید یعبر فیه عن شخصیته وعن موقف شعراء العصر الحدیث منه، کذلک لم یفد من التجربة الشابیة -على الرغم من قصرها- فحسب، بل أضاف إلیها النضج والاتزان والهدوء الذی افتقدته. وحقاً أنَّ رؤاه وتصوراته من خلال شعره لاتفضی- فی آخر الأمر- إلى تصور فلسفی واضح المعالم أو رؤیة أیدیولوجیة صارمة، لکنَّها فی الوقت نفسه تدل بجلاء علی شاعریة واضحة المعالم بینة القسمات.
تفاصيل المقالة